عندما يتعلق الأمر بالقبعات، يتبادر إلى أذهاننا بطبيعة الحال المملكة المتحدة، وهي دولة ذات قواعد لباس صارمة. تُولي هذه الأمة اهتمامًا خاصًا للقبعات، فهي أكثر بكثير من مجرد غطاء رأس بسيط.
القبعات والثقافة التقليدية
الهوس البريطاني بالقبعات متأصل في التقاليد. بالنسبة للنساء البريطانيات، كانت القبعات في الأصل رمزًا للمكانة الاجتماعية، وهي ممارسة ثقافية انتشرت في جميع أنحاء أوروبا، لكنها لم تُحفظ إلا في المملكة المتحدة. في أوائل القرن العشرين، كان يُنظر إلى ظهور النساء، وخاصةً ذوات المكانة الاجتماعية الرفيعة، في الأماكن العامة دون قبعة على أنه قلة ذوق. كان الشعر يُعتبر جزءًا خاصًا من الجسم، لا يُكشف إلا في المنزل، وحتى في هذه الحالة، كان يجب ربطه بعناية. أما الشعر المنسدل والمنسدل، فلم يكن مقبولًا إلا في غرفة النوم.
لم تكن القبعة مجرد إكسسوار أساسي في ملابس المرأة، بل كانت أيضًا رمزًا للمكانة الاجتماعية وفقًا للتقاليد الأرستقراطية. وبينما لم تكن نساء الطبقة العاملة مهتمات كثيرًا بأسلوب قبعاتهن، كانت النساء النبيلات غالبًا ما يعانين من عناء اختيار القبعات المثالية.
القبعات والطقس
يرتبط ولع البريطانيين بالقبعات أيضًا بالطقس. فبصفتها دولة جزرية، تتمتع المملكة المتحدة بمناخ رطب مع أمطار خفيفة متكررة قد تُفاجئك. أما الشمس، فعندما تشرق، تكون قوية جدًا، مما يُسبب اسمرارًا سريعًا للجلد. والحل الأبسط لهذه الظروف الجوية هو ارتداء قبعة. علاوة على ذلك، تُعدّ القبعات وسيلة عملية للتدفئة في فصول الشتاء البريطانية الباردة والكئيبة.
القبعات والآداب الاجتماعية
في المناسبات الاجتماعية، تلعب القبعات دورًا هامًا في آداب السلوك. يُتوقع من الرجال خلع قبعاتهم احترامًا لهم. على سبيل المثال، إذا قابلتَ شخصًا تعرفه عن بُعد ولم تستطع تحيته بمصافحته، يمكنك إمالة قبعتك والإيماء قليلًا. يجب أيضًا خلع القبعات عند تقديم شخص ما، أو توديعه، أو تحية الأصدقاء، أو التحدث مع السيدات، أو كبار السن، أو الرؤساء. عند الاعتذار لسيدة غريبة، أو تلقي الشكر من شخص غريب، أو عندما يعتذر شخص غريب لسيدة ترافقك، يمكنك رفع قبعتك أو النقر عليها كبادرة احترام.
في المناسبات الرسمية، كحضور التجمعات المهمة، يُطلب من الرجال خلع قبعاتهم. عند دخول الأماكن المغلقة، من الأدب أن يخلعوها. في المسارح ودور السينما، يجب خلع القبعات لتجنب حجب رؤية الجالسين خلفها. في الأماكن التي يُطلب فيها خلع القبعات، عادةً ما يكون هناك موظفون مسؤولون عن تخزينها، لذا تذكّر إعطاء بقشيش عند استعادة قبعاتك.
القبعات والأزياء
تُعدّ القبعات أيضًا جزءًا أساسيًا من الموضة البريطانية. يُفضّل الشباب العصريون بشكل خاص قبعات اللباد الناعمة لأسلوبها الفريد وقدرتها على إبراز سحرها الشخصي. غالبًا ما يُكمل كبار السنّ البارزون إطلالتهم بقبعة علوية أنيقة. حتى الزي المدرسي يشمل القبعات. في المتاجر الكبرى في لندن، تُعدّ طاولات بيع القبعات من أكثر الأماكن رواجًا. تعرض هذه الطاولات تشكيلة واسعة من القبعات - بعضها مُزيّن بالحجاب، وبعضها الآخر بالريش، وبعضها صغير بما يكفي ليُناسب راحة اليد، وبعضها كبير بما يكفي لتغطية نصف الوجه. تعكس أنماط وطرق ارتداء القبعات المختلفة درجات متفاوتة من الثقة بالنفس، والتجارب، والقصص الشخصية.